اعذرينا “آمنة”…

وانت تلتحفين غيمة من البرد نحو عالم لايظلم فيه أحد نشعر بالعار لأننا لم نعالجك
لم نزرع لك كلية لم نتوقف لحشرجتك
ومن سيعذرنا إذا لم تفعليها ايتها الطفلة البريئة الجميلة
اعذرينا فلوكنت جنرالا أو وزيرا اونائبا أو وجيها او(ثعبان جوف) لحملتك طائرة خاصة وتعالجت على حساب الدولة ولذرف الرئيس دموعه اوارسلها مع وفد حكومي لمواساتك
لا احتمل نظرات عينيك فخلف البراءة عتاب صاخب ووراء السكينة شعور عميق بالالم ومع الهدوء ضجيج مجلل بالغبن والحيف
اشيحى بوجهك فليس لدينا وجوه تنظرين إليها
نحن لانعرف الوجوه ولا ماءها
لاتنظرى الينا
ليست لدينا قلوب تتقطع
مات لدينا الشعور بالإنسانية
وعلى ضمائرنا السلام
قدرك انك طفلة فقيرة لست من النبلاء
لاتملكين شيئا حتى أنك لاتصوتين فى الانتخابات
لانصيب لك فى( تآزر) ولا فى( الشؤون الاجتماعية) ولا فى( الرئاسة) ولا فى( اسنيم) ولافى( المعادن)
ولا فى( السمك)ولا فى( تازيازت) ليس لك ( بر) يقيك من الضياع ولا( بحر)
ذنبك أنك ولدت فى بلد ليس فى ماله حق معلوم للسائل والمحروم
بلد لا ياخذ منه أحد زكاة لتطهير الاموال
آمنة انا اخجل منك
لا استطيع النظر فى وجهك
لدي احساس باننى وأنا الممرض شاركت بالصمت عن معاناتك فى وصولك لهذه النهاية
لم ادفع فلسا لكى أساعدك
وتلك والله غصة الم ستلاحقنى
ولكن ستعذريننى يقينا فلربما انشغلت عنك بمعاناة منسيين مثلك تقطعت بهم سبل وطن يخنق حتى الأطفال
سامحينا فنحن نعتقد ان صورة لوزيرة مبتسمة تكفى لإصلاح الشؤون الاجتماعية
وان ربطة عنق متنافرة الالوان تكفى لاصلاح قطاع الصحة وان خطابا عربيا فصيحا لرئيس جهوري الصوت يكفى لإصلاح اوضاع البلاد
رحلت ايتها الصغيرة وفى غيمة الطهر والظهر ضفائر وابتسامة وطموح واحلام معطلة وظلم مشيد
تركت للاطفال المنعمين لذة الحلوى ونعومة الدمى وهربت بالألم والكلية المنهكة حتى لاتجرحى كبرياء وطن بصق فى وجهك الجميل
يقينا لست وحدك فالرحلة تضج بالمسافرين سرطانا وكبدا وكمدا وحوادث سير والحقائب حبلى بالحزن والدموع والاسى والمرارة ولوعة الفراق
إننى اراك خلف الغيوم بثوبك الكستنائي ثلجي الازرار والالوان تمرحين فى مزنة هتون فى افق من الوقار
هناك لا ظلم لامعاناة لاحكومة لا إقطاع لانسيان
دعى افق الرحمة يداعب خصلات شعرك
اركضى بمرح حيث لا الم ولابحث عن كلية
حاولى نسيان وطن اهله بلاقلوب
حاولى نسياننا فنحن اصغر من أن نعيش فى ذاكرتك واحقر من أن تشعرى بغيابنا وغيابك المدوى سوط عذاب يجلدنا وقدكان بإمكاننا على الأقل المسج على راسك تقبيل وجنتيك تاجيل رحلتك ولكن قست قلوبنا واغمضنا اعيننا وسنبكى طويلا كالنساء رحمة كان يجب أن تسكن قلوبنا لكننا لم نحافظ عليها كالرجال
لك السكينة ولنا شعور بالخزي والعار

حبيب الله احمد

شارك هذه المادة