قراءة سريعة فى طلعة المجحود (للاديب الكبيرمحمدعبدالله عمارو)

ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻃﻠﻌﺔ ” ﺍﻟﻤﺠﺤﻮﺩ ”
ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻭ
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻃﻠﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺤﻮﺩ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﻭ
ﻟﻢ ﺍﻗﻒ _ ﻭﻟﺴﺖ ﺫﺍ ﺑﺎﻉ ﻃﻮﻳﻞ _ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻟﺞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺩﻳﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻓﻲ ﻃﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
ﺍﻣﻨﻴﻦْ ﺍﻟﻠِﻲ ﻧﺠﺒﺮْ
ﻣﺠﺤﻮﺩﻱ ﻣﺎ ﻧﺤﺼﺮْ
ﻧﺰﻳﺎﻥْ ﺃُ ﻧﺴْﺘﺒﺸﺮْ
ﺩﺧﻠﻲ ﻭﺍﻧﻌﻮﺩْ ﺍﻃﻔﻞْ
ﻟﻮﻧﻲ ﻣﻌﺠﻮﻥْ ﺃﺻﻔﺮْ
ﻓﺎﺧﻈﺮْ ﻫﺎﻙْ ﺍﻣﻨَﻴَّﻞْ
ﺃُﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﺍﻧﻌﻮﺩْ ﺍﻛﺼﺮْ
ﻛَﺮَّ، ﻭﺍﻧﻌﻮﺩ ﺃﻃﻮﻝْ
ﻗﺎﻣَﻪ، ﻭﺍﻧﻌﻮﺩ ﺃﺻﺒﺮْ
ﻣﻦ ﻛﻨﺖْ، ﺃُ ﻧﺘْﻤَﻮَﻝْ
ﻭﺍﻣﻨﻴﻦْ ﺍﻝْ ﻳﺘْﺤﻴَﺪْ
ﻋﻨﻲ ﻣﺎ ﻳُﺴﻮﻝْ
ﺍﻧﻮﻝِّ ﻣﺤﻤﺪْ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮَّﻝ
ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻠﻌﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺠﻌﻞ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ‏( ﺍﻟﻤﺠﺤﻮﺩ ‏) ،ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻣﻠﻪ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﻋُﻬﺪ ﻋﻨﺪ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺤﺘﻪ – ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﺢ ﻋﻨﺪﻱ ﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ – ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻭﻟﺪ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺤﻮﺩ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻭﻗﺪ ﻃﺮﻗﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻭﺍﺳﻬﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﺍﻳﻤﺎ ﺇﺳﻬﺎﺏ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺻﻔﺎﺕ ﺣﺴﻴﺔ ﺍﻣﺜﻞ ﻭﺃﺣﺴﻦ .
ﺇﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﻭﻟﺪ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻟﻤﺠﺤﻮﺩﻩ ﻳﺠﻠﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺭﻭﻧﻘﺎ، ﻭﻳﻬﺒﻪ ﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻃﺒﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻐﻤﺮ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻇﺮﻳﻔﺎ، ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺻﺒﻮﺭﺍ .
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻧﺺ ﻭﻟﺪ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ ﻫﺬﺍ ، ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺭﺍﻭﺡ ﻓﻲ ﻧﺼﻪ ﺑﺒﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ‏( ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ‏) ، ﻣﺮﺍﻭﺣﺔ ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻌﻤﺪﻫﺎ ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﻟﺤﻈﺔ ﺷﻌﻮﺭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻘًﺢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺤﺔ ﻓﺠﺎﺩﺕ ﺑﻤﻌﺎﻥ ﺳﻠﺴﺔ ﻣﻨﺴﺎﺑﺔ ، ﺗﺘﻘﺎﺑﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﺎﺑﻼ ﻋﺠﻴﺒﺎ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻷﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﻃﻠﻌﺔ ﻭﻟﺪ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻮ ﺍﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺤْﺪِﺛﻬﺎ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺤﺔ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻟﻴﺴﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻜﻞ ﺣﻴﺜﺎﺗﻪ :
ﻭﺍﻣﻨﻴﻦ ﻟْﻴﺘﺤﻴﺪ
ﻋﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﻝ
ﺍﻧﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻝ .
ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺟﻤﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻇﺮﻳﻒ ﺻﺒﻮﺭ ﻏﻨﻲ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳُﻮﺟﺪﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻣﻼﻣﺤﻪ ، ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻼﻣﺤﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺃﺧﺬﺍ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺄﺿﺪﺍﺩﻫﺎ ﺗﻌﺮﻑ .
ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻭﻟﺪ ﻋﻤﺎﺭﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺳﻠﻚ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻭﻗﻠﻴﻼ ﺇﻥ ﻭﺟﺪ ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ – ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ – ﻗﻮﻝ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ :
ﻗﻮﻟﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﻛﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﺳﺎﻣﺘﻲ
ﻓﺒﻐﻴﺮ ﺣﺒﻚ ﻻ ﺍﻛﻮﻥ ﺟﻤﻴﻼ
ﺍﻵﻥ ﻗﻮﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﺩﺩﻱ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺟﻴﻼ
ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻴﺪ / ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ

شارك هذه المادة