“قبر المامون”/ محمذن الصوفي رحمة الله عليه

يا ريعُ لو نبتَ الحديثُ ببلدة :: نبت الحديثُ عليك والقرآن
توفي العلامة الشاعر المأمون ولد محمذن الصوفي ولد عبد الله المجاور اليعقوبي، سنة (1238 هـ – 1822 م)، ودفن بريع تنّمْدايَ (أُُتَـيْـدْ تـنّـمْدايَ) وهو أكيمة بالجانب الشرقي من آكشار بها حسي تحفر بعد السيل ثم تغور.
وبعد وفاة المامون، التقى العلامة الشيخ محمد المامي، والعلامة الشاعر امحمد بن الطلبة، فسأل الشيخ محمد المامي امحمد بن الطلبة:
أنت ارثيت المأمون؟
قال امحمد: ما ارثيتو، وانت ارثيتو؟
قال الشيخ محمد المامي: ما ارثيتو يغير أعطين نرثوه.
قال الشيخ محمد المامي:
ريعٌ تقاصرَ دونه لبنانُ :: ويهونُ دون ترابه المرجان
يا ريعُ لو نبتَ الحديثُ ببلدة :: نبت الحديثُ عليك والقرآن
جادت عليك من السلام تحية :: ينهل منها الروح والريحان
فقال امحمد بن الطلبة:
أقامَ بجَونٍ مستهلِ النضائدِ :: على ريع (تنّمْدايَ) جَشُّ الرواعدِ
وقل لشَروداتِ المحامد تسترح :: فقد مات بالمامون قنصُ الشوارد
وكان المامون من مشاهير علماء المنتبذ القصي، وكان متبحرا في علوم القرآن والحديث ومن كبار علماء العربية وأئمتها، ومن أبرز تلامذة العلامة لمجيدري ولد حبّ الله اليعقوبي.
كان المامون يحفظ الكتب الستة مثلما يحفظ القرآن، وله مؤلفات في مختلف فنون العلم، وكان شاعرا فحلا مطبوعا كأنما يغرف من بحر، سلس العبارة جزلها قوي السبك ثري المعجم، لغوي محقق، واشتهر بجودة الشعر وروايته، وإحكام صنعته ودرايته، وكان يهاجي العلامة الشيخ المختار بن بونَ، وكان يؤلمه أكثر من غيره من شعراء قومه بني يعقوب، وروي أن المختار قال:
(ما ضيّعني ماهُ بوافريرات) يعني المأمون، ويكفي المأمون أنه كان شيخ العلامة الشاعر محمد ولد الطلبة اليعقوبي في العربية.

كامل الود

سيدى محمدxxy

شارك هذه المادة